طرنك – مع التحول الرقمي الكبير في عالم السيارات، أصبحت الشاشات داخل المقصورة المصدر الأهم لجذب العملاء وتحقيق الأرباح المستقبلية، فالكثير من الشركات بدأت تضع بعض الميزات خلف جدران دفع ورسوم اشتراك. هذا الواقع دفع شركات السيارات إلى التفكير بجدية في التحكم الكامل بتجربة المستخدم داخل سياراتها وعدم ترك زمام الأمور لشركات التقنية. وهنا يبدأ الجدل الكبير مع آبل كاربلاي Ultra.
النسخة الجديدة والمتطورة من نظام آبل كاربلاي Ultra تهدف إلى السيطرة الكاملة على وظائف السيارة الداخلية، وليس فقط تشغيل الخرائط والموسيقى كما في السابق. هذا التوسع يعني أن النظام يمكنه التحكم بالعدادات، والتكييف، وأنظمة القيادة، لتصبح السيارة أقرب إلى امتداد لهاتف الآيفون... هذا الطموح من آبل لم يلقَ ترحيبًا واسعًا، فشركات السيارات ترى أن التخلي عن التحكم في شاشاتها بمثابة التخلي عن مصدر دخل ضخم مستقبلي.

رفض بي إم دبليو وشركات أوروبية أخرى
أكدت بي إم دبليو عبر موقع BMW Blog أنها "لا تخطط حالياً" لاعتماد كاربلاي Ultra، مبررة ذلك بالاستثمارات الكبيرة التي ضختها في تطوير نظامها الخاص iDrive، الذي يمنحها السيطرة الكاملة على تجربة القيادة...ولم تكن بي إم دبليو وحدها في هذا التوجه، فقد انضمت إليها أودي ومرسيدس-بنز وبولستار وفولفو، رغم أن آبل كانت قد أعلنت سابقًا دعم هذه الشركات للنظام. بعد ثلاث سنوات من الكشف عن كاربلاي Ultra، يبدو أن هذه الشركات تعيد حساباتها للحفاظ على سيطرتها الرقمية.
موقف الشركات الداعمة لكاربلاي Ultra
على الجانب الآخر، تواصل بورشه وكيا وهيونداي وجينيسيس دعم النظام الجديد، فيما كانت أستون مارتن أول شركة تطلق سياراتها مزودة بكاربلاي Ultra. التجارب الأولية أظهرت تفوق التجربة الرقمية عبر هذا النظام، حيث تصبح الشاشات الداخلية أكثر سلاسة وتقدم تجربة قريبة جداً من استخدام هاتف آيفون.
هذا الصراع يعكس تغيراً جذرياً في قطاع السيارات، الذي يشهد معركة حقيقية بين شركات التقنية مثل آبل وجوجل، وبين شركات السيارات التقليدية. فالتحكم في الشاشات بات أشبه بالتحكم في مستقبل الربحية.ومع ذلك، يبقى العامل الحاسم في النهاية هو المستخدم، فإذا طالب العملاء بوجود هذه الأنظمة، فقد تضطر الشركات إلى إعادة النظر في قراراتها. أما إذا فضّلوا أنظمة الشركات نفسها، فسيكون الطريق مفتوحاً أمام الشركات للحفاظ على سيطرتها.