طرنك أوتو – تواجه بورشه، الشركة الألمانية العريقة في تصنيع السيارات الرياضية الفاخرة، تحديات حقيقية في السوق الصينية، التي كانت حتى وقت قريب تُعتبر أهم أسواقها عالميًا. فبعد سنوات من التفوق، تفكر بورشه اليوم في تقليص تواجدها في مجال السيارات الكهربائية في الصين خلال السنوات القليلة القادمة، وذلك حسب تصريحات رئيسها التنفيذي أوليفر بلوم في معرض "أوتو شنغهاي 2025.
تراجع ملحوظ في مبيعات بورشه
المبيعات في الصين لم تكن على مستوى التوقعات، حيث تراجعت بنسبة 28% في عام 2024، مع بيع 56,887 سيارة فقط، مقارنة بـ 79,283 في العام السابق. وتفاقم الوضع أكثر في الربع الأول من 2025، حيث تراجعت المبيعات بنسبة 42%، وهو مؤشر يضع مستقبل بورشه في الصين تحت المجهر.
معاناة بورشه أمام المنافس المحلي
ما يزيد الأمر صعوبة على بورشه هو المنافسة الشرسة من الشركات الصينية المحلية مثل شاومي وبي واي دي ونيو، التي أصبحت تقدم سيارات كهربائية عالية التقنية وبأسعار مناسبة تجذب المشترين الصينيين، خاصة من فئة الشباب. فسيارة شاومي SU7 على سبيل المثال، التي تباع بحوالي 73,000 دولار وتولد قوة تتجاوز 1500 حصان، سجلت وحدها مبيعات تفوق إجمالي مبيعات بورشه في الصين.
بورشه خارج دائرة اهتمام الجيل الجديد
المستهلك الصيني تغيّر، لم يعد يبحث فقط عن العلامات الفاخرة، بل يهتم أكثر بالتكنولوجيا، الأداء والسعر. وفي هذا السياق، لم تنجح سيارات بورشه الكهربائية مثل "تايكان" و"ماكان" في منافسة البدائل المحلية الأرخص والأكثر تكيفًا مع احتياجات السوق.
توجه جديد وخفض في عدد المعارض
تستعد بورشه لتقليص شبكة وكلائها في الصين من 130 إلى حوالي 100 معرض بحلول عام 2026، ضمن خطة لإعادة ترتيب أوراقها هناك. في المقابل، تخطط الشركة لاستثمار أكثر من 800 مليون دولار في تطوير محركات هجينة وتقليدية، مما يشير إلى نية العودة بقوة إلى سيارات الوقود في الأسواق التي لم تتبنَ السيارات الكهربائية بعد.
بينما تعيد بورشه النظر في خططها، تتجه شركات مثل فولكس فاجن لزيادة استثماراتها الكهربائية في الصين، وتخطط لإطلاق 20 طرازًا كهربائيًا وهجينًا بحلول 2027. هذا التباين في التوجهات يعكس اختلاف الرهانات على مستقبل سوق السيارات في الصين.
رغم الصعوبات في الصين، لا تزال بورشه تحقق نتائج إيجابية في مناطق أخرى، مع نمو في المبيعات بنسبة 11% في ألمانيا و8% في باقي أوروبا خلال 2024. لكن خسارة السوق الصيني قد تضعف نمو الشركة على المدى الطويل، ما يدفع بورشه اليوم للتفكير جديًا في كيفية التوازن بين الحفاظ على هويتها التقليدية ومواكبة التحول الكهربائي السريع، خاصة في سوق حيوي ومتقلب مثل الصين.