طرنك أوتو – أعلنت شركة تسلا الأمريكية عن إيقاف مبيعات سيارات موديل S وموديل X في السوق الصيني، في خطوة مفاجئة جاءت كرد مباشر على قرار الحكومة الصينية بفرض رسوم جمركية تصل إلى 125% على السيارات الأمريكية المستوردة، ضمن تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
ويُعد هذا القرار أول تأثير فعلي تلمسه شركة سيارات أمريكية من الحرب التجارية المتجددة، إذ أكدت تسلا أنها لن تستقبل أي طلبات جديدة على الطرازين الفاخرين اللذين يتم تصنيعهما في الولايات المتحدة وتصديرهما إلى الصين.

ضرائب متبادلة وتصعيد تجاري
يأتي القرار الصيني كرد على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب سابقًا على المنتجات الصينية، والتي ارتفعت مؤخرًا إلى نحو 145%، مما دفع الصين إلى اتخاذ خطوات مماثلة بحق البضائع الأمريكية.
تسلا والصين: علاقة معقدة
تعتبر الصين ثاني أكبر سوق لتسلا عالميًا، حيث تمثل حوالي 20% من مبيعات الشركة السنوية. ورغم تعليق مبيعات بعض الطرازات، فإن تسلا لا تزال في موقع قوي داخل السوق الصيني، بفضل مصنعها العملاق في مدينة شانغهاي، الذي يُنتج سيارات موديل 3 وموديل Y الأكثر شعبية في الصين والعالم.
ويُستخدم هذا المصنع أيضًا في تصدير المركبات إلى الأسواق الأوروبية، مما يمنح الشركة مرونة استراتيجية في مواجهة المتغيرات التجارية.
وفقًا لبيانات منظمة وكالات السيارات الصينية، فقد قامت تسلا بتصدير 1,553 وحدة من موديل X و311 وحدة فقط من موديل S إلى الصين خلال عام 2024. وهذا يعني أن التأثير المالي المباشر على الشركة من هذه الخطوة لا يُعد كبيرًا في الوقت الراهن، خصوصًا مع التركيز المتزايد على الإنتاج المحلي داخل الصين.
بينما تتصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، تبقى تسلا في موقع حساس ولكن مستقر نسبيًا، بفضل استثماراتها المبكرة في السوق الصيني. ومع ذلك، فإن التطورات الحالية قد تدفع الشركة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها التصديرية، وتوسيع خطوط الإنتاج المحلي لتفادي المزيد من العقبات الجمركية.